حسنا، إسرائيل تكذب.
وماذا يفعل العدو الا الكذب أصلا؟
وما يكشفه الناطق باسم الجيش الإسرائيلي عمن يكون وراء بعض الاغتيالات في لبنان هو جزء من الحرب ضد حزب الله: فاتهام الإسرائيلي للحزب يبقى من دون كشف أي ادلة او اعترافات لا نعرفها.
وحسنا أيضا، يأتي يوم الكشف عن ان الوحدة 121 في حزب الله هي من كانت وراء اغتيال اربع شخصيات لبنانية لعلاقتهم بملف تفجير مرفأ بيروت مناسبة ليعكر افيخاي، كعادته في ترويعنا، صفو زيارة البابا الى المرفأ والصلاة هناك لبلسمة اروح الضحايا وجراح احبائهم.
ومتفقون، ان اتهام إسرائيل في لحزب الله، لا يلغي مسؤوليتها عم حصل في تفجير المرفأ، وهي الجريمة التي كنا فيها أيضا وأيضا، ضحايا الصراع الايراني – الإسرائيلي في المنطقة.
لكن القتيل لا يكذب!
جوزيف سكاف، منير أبو رجيلي، جو بجاني، والصديق لقمان سليم لم يكذبوا حين تعلق الامر بيوم المقتلة يوم تفجير مرفأ بيروت، وكل على طريقته.
لقمان تحديدا أشار الى قاتله جهارا وهو ينظر في عينيه ويتحداه في عقر داره.
شهداؤنا لا يكذبون، وسياق اغتيالهم لا يقبل الشك. لم يقتلوا صدفة او لأن القاتل استسهل قتلهم، بل لأنهم رأوا ان هناك وطنا يستحق التضحية والنضال، او ربما أرادوا فقط ان يشهدوا للحق.
لكن ما يثير الغضب ان تقاعس الاجهزة الأمنية وبعض القضاء ما زال يغيب الفاعل الى اليوم، وبعد سنوات من الاغتيالات ومن مقتلة مرفأ بيروت.
هذا التقاعس، ان لم نقل التواطؤ، هو ما يسمح لقميئ مثل ادرعي ان يحول شهداء الواجب الوطني جزءا من سجاله مع حزب الله، وهل ذلك الى قتل الضحية مرتين؟
هذه الاجهزة نفسها التي تعرف، وفي آخر “الانجازات”، كيف تحمي ضباط الأسد المطلوبين بتهم جرائم حرب وضد الانسانية بحق السوريين، فتدخلهم الى شوارعنا وتزرع القتلة بين ظهرانينا ريثما تسنح لهم الفرصة للقتل من جديد.
اما التوصل الى الحقيقة في قتلنا وكشف القاتل غير المستتر، فذلك دونه صعاب ونضال لنقل التحقيق من منطقة نفوذ حزب الله القضائية الى منطقة أخرى من دون ان يعني ذلك أي تحقيق جدي.
الاجهزة والقضاء يقول بعدم امكانية التقدم في التحقيق لغياب الأدلة وعدم التمكن من تحقيق أي تقدم.
وحزب الله؟ ينفي ضلوعه بأي من الاغتيالات.
حسنا، ماذا يفعل القاتل الا الكذب أصلا؟